بعد آلاف السنين
بدأ تفكك الحياة اليهودية في العراق في القرن العشرين، وتسارع بعد وصول النازية إلى الحكم في ألمانيا وانتشار الدعاية المعادية لليهود. في حزيران/يونيو 1941، في أعقاب هزيمة النظام العراقي الموالي للنازية، اندلع هجوم معادي لليهود في بغداد خلال عيد نزول التوراة اليهودي. حطم الهجوم الذي لم يسبق له مثيل، والمعروف باسم "الفرهود"، الشعور بالأمان والأمن لليهود.
مع دخول العراق في الحرب ضد إسرائيل في عام 1948، زادت وتيرة إلقاء القبض على اليهود العراقيين واضطهادهم. في أيلول/سبتمبر 1948، تم علناً إعدام أشهر يهودي في العراق بتهمة جريمة الخيانة المزعومة. على الرغم من فقدانهم للجنسية والأصول، سارع اليهود العراقيون إلى الهجرة، مما أسفر عن فتح جسر جوي لإسرائيل عرف باسم عملية عزرا ونحميا. في عامي 1950 و1951، غادر العراق ما يقرب من 120000 يهودي، ولم يبق في البلاد سوى عدد قليل من اليهود ليواصلوا وجود الطائفة الذي استمر 2600 عام.
عيد نزول التوراة 1941: الفرهود
يحتفي عيد نزول التوراة بالحصاد وإعطاء الوصايا العشر على جبل سيناء. ومع ذلك، كان عيد نزول التوراة عام 1941 يختلف عن أي عطلة أخرى خلال آلاف السنين من التجربة اليهودية العراقية، وثبت أنه كان نقطة تحول لهذه الطائفة. في عام 1941، أنهى الفرهود، وهو مصطلح يعني اندلاع العنف الذي لم يسبق له مثيل ضد اليهود، الراحة والأمن واستمرارية يهود العراق إلى الأبد. بعد انهيار الحكومة المؤيدة للنازية والتي لم تدم طويلاً، وقبل دخول القوات البريطانية إلى بغداد، وقعت أعمال شغب عنيفة. من 1 إلى 2 حزيران/يونيو 1941، تعرض حوالي 180 يهودياً للقتل وجرح المئات، في حين نهبت أعداد كبيرة من المنازل والشركات اليهودية وتعرضت للتدمير.
طائفة مقهورة
واصلت الطائفة العمل إلى أقصى حد ممكن من عام 1950 حتى سبعينيات القرن العشرين على الرغم من القيود الكبيرة. توفر الوثائق التي تم إنقاذها صورة حية لاستمرار الحياة التنظيمية اليهودية في بغداد مع تراجع أعداد اليهود وانعدام الأمن المتزايد. واجه اليهود وغيرهم من الأقليات اضطهاداً متواصلاً في أعقاب ثورة 1958 وصعود حزب البعث في عام 1963، وبلغت ذروتها بالشنق العلني لتسعة من اليهود في كانون الثاني/يناير 1969.